اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن تعامل أوباما مع "مصر الجديدة" يعتبر تحديا لإدارته.وأشارت الصحيفة إلى أن باراك أوباما اتصل بمرسي يوم الأربعاء الماضي شاكرا له على دور مصر "البناء" في مساهمته بوقف إطلاق النار، وأضافت الصحيفة بأن مرسي أثبت لأوباما أنه قيمة استراتيجية بشكل كبير مثل سلفه حسني مبارك.
ووصف بيتر باكر كاتب المقال ما فعله مرسي داخليا، بأنه أخذ صفحة من تاريخ حسني مبارك، وذلك بوضع قوانين لا يجوز للقضاء أن يراجعها، وهو ما رآه كثير من المصريين استيلاء على السلطة،.وأضافت الصحيفة الأمريكية أن مرسي يرسل إشارات للداخل والخارج توحي بأنه يريد سلطات شبه ديكتاتورية.
وقالت الصحيفة أن المتابعين للأحداث في مصر الجديدة خلال الثلاثة أشهرالماضية ، خلصوا إلى أن الثورة التي اجتاحت حسني مبارك وأخرجته من السلطة لم تنته، كما تثار أسئلة أساسية عن اتجاه الإخوان المسلمين، وشعبية السلفيين الأكثر تطرفا في ازدياد، وإمكانيات الأحزاب غير الإسلامية، ودور الجيش في السياسة، ونهج كل هؤلاء الفاعلين في الحياة السياسية حيال مصالح أمريكا الرئيسية، بما فيها السلام مع إسرائيل، وان كل هذه القضايا لا تزال غامضة بشكل كبير.
واستنكر الكاتب ما أطلق عليه "عدم اليقين" في تحليل الموقف، وأكد أن ذلك ليس بسياسة حيال دولة مهمة مثل مصر أخرجت أنور السادات كما قدمت للعالم أيمن الظواهري. ورصد الكاتب خلافا حول دعم أمريكا لاقتصاد مصر، واعتبر ترك اقتصاد مصر يتهاوى مخاطرة وستحولها إلى دولة فاشلة، لذلك على أمريكا أن تقلل من شروط منحها للمساعدات، مشيرا إلى أن ثمة معترضين على هذا الاقتراح بأن ذلك يساهم في نجاح حكومة إسلامية يمكن أن تصبح نموذجا لانتشار "التطرف السني" في المنطقة، ويطالب هؤلاء بوقف الدعم والمساعدات عن مصر.
واقترح الكاتب ما وصفه بـ"الانخراط دون أوهام" واعتبره مسارا ثالثا، وهو تقديم للقادة في مصر مجموعة من الخيارات التي تعرض مسارا ليتصرفوا كقادة وطنيين متحليين بالمسئولية وليسوا أيديولوجيين يستلهمون الدين، وأضاف الكاتب أنه من الخطأ أن تعتقد الولايات المتحدة أنها ستقنع أو تجبر الإسلاميين الذين يسيطرون على مصر أن يتخلوا عن أيديولوجيتهم الراسخة، فليس خطأ، وفقا للكاتب، أن نؤسس لسياسة تعتمد على فكرة أن النفوذ الأمريكي يمكن أن يؤثر في السلوك المصري.
وطالب الكاتب من أوباما أن يصادق على اتفاقية استمرار المساعدات الاقتصادية لمصر في الكونجرس، بشرط أن تقوم بتنفيذ مطلبين واضحين، وهما بذل الجهد لتحقيق السلام في المنطقة، والتعاون الاستراتيجي الثنائي مع امريكا كشرط لاستمرار المساعدات الأمريكية والدعم السياسي الدولي للحصول على قروض، مع التأكيد للسلطة في مصر على احترام الديمقراطية الدستورية، وعدم التورط في انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان، أو تدابير ضد المرأة والأقليات الدينية، وأن ينتهج الإسلاميون أسلوبا أكثر اعتدالا في الحكم.